فاندام المصرية تمارس رياضة تكسير العظام !
أول مصرية تعمل في مجال الفنون القتالية والحراسات الخاصة وتدريب الرجال
كابتن هند وجيه حصريا لــ ” صوتها “:
نفسي راجل يعاكسني !
- إحساسي بالخوف من مخاطر الشارع دفعني لتعلم الرياضات القتالية وانا بنت 14 سنة
- من يمتلك شخصية قيادية لا تمنعه أية صعوبات
- انا أول مدربة لياقة وكمال أجسام تدرب الرجال ولاعبي كرة القدم
- أحلم بحراسة الوزراء والرؤساء
القاهرة : صفاء عزب
هند وجيه عثمان أو كابتن هند .. فتاة مصرية من طراز خاص تمردت على التقاليد وعلى كل ما هو مألوف وكسرت القيود التي تحد من حركة البنت ونشاطها وتمنع اقتحامها لبعض المجالات المحظورة على بنات حواء وقررت أن تعمل “بودي جارد “! كان الخبر صادما لأسرتها وكل أهلها ، إذ أن البنت هي التي تحتاج لحارس يحميها هكذا اعتاد الناس فكيف لفتاة جميلة ذات جسم مفعم بالأنوثة أن تحمل سلاحا وتمارس الفنون القتالية وتواجه المخاطر في مواجهة الخصوم والمجرمين . لم تستسلم “هند ” لكل المحاذير التي يمكن أن تخيف أي إنسان من اقتحام هذا المجال وأصرت على تحقيق رغبتها وبدأت رحلتها منذ الصبا في تعلم الفنون القتالية والرياضات العنيفة من خلال ارتياد صالات الجيم وسط الشباب والرجال دون حرج أو خوف من نظرات الاستغراب والدهشة التي كانت تواجهها منهم بمجرد الدخول إليها لكنها نجحت في كسر الحاجز النفسي وغلبتهم بإصرارها على تحقيق هدفها وفازت باحترامهم وتقديرهم لها عندما أثبتت جدارتها فلقبوها ب ” فاندام المصرية ” حتى أصبحت أول امرأة تقوم بتدريب الرجال . ونجحت هند أن تكون أول مصرية تعمل حارسا خاصا مصاحبا لكبار الشخصيات وترافق الفنانين والمشاهير.
إلتقيناها في القاهرة وهي تستعد لتصوير فيديو كليب مع أحد المطربين الشباب وفي الكواليس أجرينا معها هذا الحوار الحصري ل ” صوتها ” .
بنت 14 سنة
* ما الدافع وراء اقتحامك هذا المجال الغريب والخطير ؟
**هو إحساس خوف انتابني وأنا بنت صغيرة أمشي في الشارع فكانت الحكايات التي أسمعها من عائلتي ومن الناس عما تتعرض له البنات من مضايقات ومخاطر تزعجني وتسبب لي قلقا على نفسي في المستقبل فقررت وأنا بنت 14 سنة أن أتعلم الرياضات العنيفة وفنون القتال حتى يمكنني أن أحمي نفسي من أي مخاطر.
*هل كنت تبحثين عن الاستعراض بالقوة ولفت الأنظار إليك؟
** أبدا لم يكن ذلك من أهدافي إنما خضت هذا المجال لقتل غريزة الخوف بداخلي وداخل أي بنت واكتساب القدرة على الدفاع عن النفس في أي موقف ومواجهة أية مخاطر بكل شجاعة وإقدام .
*كيف كان رد فعل الأسرة ؟
** طبعا رفضوا بشدة وعارضوا أي نشاط رياضي أتوجه إليه بحجة أني بنت ولا يصح أن أقلد الرجال في هذا المجال وطبعا كانوا خائفين علي من مخاطر اللعب العنيف وحاولوا منعي كثيرا لكني أصريت على تحقيق رغبتي فلم يكن أمامهم إلا تقبل الأمر ولكن على مضض .
*هل واجهتك صعوبات أخرى وأنت تطرقين باب صالة الألعاب الرياضية لأول مرة ؟
** بالطبع لم يكن الموضوع سهلا بالمرة خاصة بعد أن قررت خوض تدريباتي في مجال كمال الأجسام بعد رياضات تكسير العظام . فقد تعلمت في البداية الكونغفو والتايكوندو وغيرها من الألعاب العنيفة وفنون القتال وفكرت بعدها في ممارسة رياضة كمال الأجسام وكانت رغبة صادمة لمن حولي إذ أنها رياضة ذكورية بالأساس وهنا واجهتني مشكلة كبيرة في البحث عن مكان للتدريب ولم أجد إلا صالات التدريب الخاصة بالرجال ولم يكن أمامي إلا مشاركتهم التدريب !
* ألم تشعري بالحرج أو التوتروأنت تقتحمين صالة الرجالة وتتدربين معهم ؟
** البنت هي من تفرض احترام الجميع لها فقد كنت أمارس الموضوع بجدية تامة وإصرار على تحقيق الإنجاز وهو ما فرض على الجميع احترامي والإيمان بقدراتي وأصبحوا يتعاملون معي بشكل طبيعي دون أي غضاضة .
مدربة كمال أجسام
* لماذا لم تكتف بالفنون القتالية ودخلت مجال كمال الأجسام الذكوري ؟ ألم تخشي على شكل جسمك أن يفقد ملامحه الأنثوية ؟
** بصراحة شجعني نجاحي في الرياضات العنيفة وحصولي على بطولات في الفنون القتالية على التطلع لتحقيق تحديات أكبر باقتحام مجال كان ولا زال حكرا على الرجال فطمحت في خوض رياضة كمال الأجسام للحصول على عضلات قوية وجسم متسق دون التأثير على جمال الجسم و ملامحه الأنثوية . ونجحت في هذا الأمر رغم استغراب الكثيرين في البداية لكني أركز في عملي ولا أهتم بالقيل والقال كما أن من يمتلك شخصية قيادية يستطيع أن يحقق ما يريد ولا تمنعه صعوبات . لذلك لم يتوقف طموحي عند ممارسة كمال الأجسام فقط بل قررت خوض مجال التدريب فيها ودربت رجالا في المراكز الرياضية كما أعمل كمدربة لياقة وأحمال لفريق كرة قدم رجال بمصر. فأدخل الجيم وحولي الرجال يتعلمون وينصتون إلي تعليماتي كمدربة لياقة لأني أعلمهم كيفية بناء عضلاتهم بشكل صحي بعيدا عن استخدام الحبوب والحقن والأدوية الشائعة في هذا الوسط وأساعدهم في الحفاظ على جمال أجسامهم فالمسألة ليست مجرد عضلات منفوخة وهذه هي أهم نقطة أركز عليها في تدريب الرجال .
حارس خاص !
* كيف جاءت فكرة دخولك مجال الحراسات الخاصة والعمل كبودي جارد ؟
** أولا أحب أن أوضح أن هناك فارقا بين البودي جارد والحارس الخاص فأنا لست بودي جارد فالأول يعتمد على ضخامة جسمه وبنيانه في تخويف الناس أما الحارس الخاص فيعتمد على اللياقة وسرعة البديهة والتصرف في المواقف الصعبة وهو مجال عملي والخاص بتأمين الأماكن والاحتفاليات والفعاليات المختلفة . ولا أخفي عليك أن المسألة جاءت مصادفة خلال لقائي بأحد ضباط الشرطة ،عندما علم أنني أمارس هذه الرياضات القتالية وأستطيع الدخول في مواجهات عنيفة فاقترح علي أن أدخل مجال الحراسات الخاصة وراقت لي الفكرة خاصة وأن هذه المهنة أصبحت مطلوبة لمرافقة بنات العائلات والنساء العربيات وكذلك الفنانات وسيدات الأعمال اللائي يتواجدن في المحافل ويحتجن لحارسات مرافقات باعتبارأن وجود حارسة خاصة بجوارهن من النساء يكون مفضلا عن الرجال .
* هل تقبلت الشركات الخاصة للحراسة التعامل مع امرأة بودي جارد بسهولة ؟
** بعد أن أعجبتني الفكرة ، بدأت الإتصال بشركات الأمن وشعرت بالفعل لم يألفوا عمل المرأة في هذا المجال حتى أخبرني المسؤلون في إحدى هذه الشركات بإمكانية استقبالهم لي وتدريبي على هذا العمل على سبيل التجربة. وتدريجيا بدأت أنزل بعض المهمات في حفلات أفراح وممثلين لكن لم يكن مسموحا لي بالعمل مع الشخصيات الرسمية أو العامة لأن هذا الأمر يحتاج إلى تأهيل خاص .
* ما الجهات التي منحتك رخصة العمل كحارس شخصي ؟
** عندما شعرت برغبة في تطوير نفسي وعدم الاكتفاء بما حققته ، دفعني طموحي للتأهل للعمل مع كبار الشخصيات فلجأت إلى خبرات أمنية لمساعدتي وتدريبي بأكاديمية المعهد الأمني بمصر واشتغلت بجد ومثابرة للحصول على الرخصة الأمنية من وزارة الداخلية المصرية والتي تتيح لي العمل مع السفراء والعائلات الراقية والشخصيات العامة بعد أن اجتزت بعض الاختبارات باستخدام أسلحة الair soft وهي المسدسات الهوائية التي لاتطلق أي قذف ناري والإسعافات الأولية للمسؤولين وتأمين سياراتهم والتعرف على العبوات الناسفة أو المشكوك فيها والتعامل السريع مع الحدث في حالة التعرض لهجوم بالاسلحة والحمد لله أنني اجتزت هذه الاختبارات بنجاح وأمارسها اليوم بشكل روتيني في عملي كأول امرأة تمارس هذا النشاط الخطير. كما أنني حصلت على عضوية منظمة ضباط الحراسات الخاصة بألمانيا . وأستعد حاليا لنيل رخصة الرماية من انجلترا .
عروسة رومانسية
* هل واجهتك مثل هذه الظروف في عملك بالفعل ؟
** طبعا وأذكر أنني تدخلت ذات مرة لإخراج جسم خطير قابل للإنفجار وتمت العملية بسلام .
* ألا تشعرين بالخوف على نفسك من هذه المخاطر ؟
** لا أنكر أنني أعمل في مهنة خطيرة وانا أخرج من بيتي في كل مرة وأتوقع أنه من الممكن ألا أعود إليه . لكني أعشق هذا المجال وأجد نفسي فيه ولا أتخيل أنني أمارس عملا آخرغيره وأدعو دائما أن يسترها ربنا معي .
* هل يمكن أن تخبرينا عن أشهر الشخصيات التي رافقتها كبودي جارد ؟
** قمت بمرافقة العديد من المشاهيرمنهم الفنانة ميس حمدان والفنانة ريهام عبد الغفورومذيعات عرب وبعض الشخصيات العامة بمن فيهم السفراء .
*كيف تقضين يومك العادي لو لم يكن لديك مهام حراسة ؟
**بطبيعة الحال وبحكم عملي لابد من ممارسة الرياضة والتدريبات اليومية لمدة ساعتين على الأقل للحفاظ على لياقتي لأن العمل كبودي جارد غير عادي ويحتاج لتدريب مستمر.
*وماذا عن حياتك الخاصة ، كيف تعيشينها ؟
** مثلي مثل كل الفتيات أمارس حياتي بشكل طبيعي فأنا مخطوبة وأحب خطيبي جدا وسنتزوج بإذن الله بعد انتهائي من اجتياز دورة الرماية في انجلترا قريبا .
* ما موقف خطيبك من عملك وكيف تتعاملين معه ؟
** “ضاحكة” .. أنا رومانسية جدا مع خطيبي وهو يقدرني ويحترم عملي فهو أيضا شاب رياضي يعمل في نفس المجال والحمد لله نحن تفاهمان جدا وهو يشجعني ويدفعني للنجاح باستمرار.
* هل تعرضت ذات يوم للمعاكسة أو التحرش من الجنس الآخر ؟ وكيف تتصرفين في هذه الحالة ؟
** ضاحكة بصوت مسموع – “نفسي أتعاكس زي كل البنات ” . فبمجرد أن ألمح شابا أورجلا يهم بمجرد النظر إلي أو يفكر في الاقتراب مني أجدني أرمقه شذرا بشكل تلقائي من بعيد وأبدأ في التحفز حتى ألقنه الدرس فأجده يهرب بعيدا ويعبر إلى الجانب الآخر من الطريق .
* هل يمكن أن نراك كفنانة على الشاشة ؟
** بالفعل أنا أصورحاليا فيديو كليب مع أحد المطربين الشباب فقد طلبوا مني مشاركته في التصويروهو مجال جديد علي لكنه ممتع جدا بالنسبة لي .
*ما طموحاتك الأخرى ؟
** والله أتمنى أن أستمرفي عملي بنجاح وأن أتطور في عملي وألتحق بكتيبة الحراسات الخاصة للوزراء والرؤساء فهذا هو حلمي الأكبر .