صوتها/ بغداد
كــل انـسان مأضي وكل انسان يوما ذرف الـدموع من فراق الاحبة او من جـور الزمان لكـن الـذي جرى وحصل في العراق فوق كل الـتوقعات والهموم الــتي جرت على مر التاريخ ومنه ما حصل في الموصل كم
ام فــقدت اطفالها فلـذات كبدها كـم مـن حبيبة فـارقت الحبيب الـذي كانت تحلم به يوما انـ يجمعهم القدر تحت سقف واحـد ويكونوا اجمل عشيقين لكـن تلك الحروب الشنعاء اتت لتحبط تلك الامنيات والآمال وتجعل مـن الايـام الجــميلة ايـاما سوداء وحــزينة لـكم قصص مـن فارقن ازواجهن وأبـا اطفالهن وكـان الامـل ان يهـربوا مـن بطش اجـرام داعش والحــروب ولكـن كـان للمـوت كـلام اخـر .
نيران قناص
أم عـذراء شــابــة لم تــكــمــل عامها الــثاني والعــشريـن فــقــدت زوجـهـا خــالد بـنـيران قـناص من تـنظـيم داعش تروي قــصتها مــن خــلـف ســتار خـيـمتها في مخيم حسن شامي شــرقي الــموصل..أجـهشت أم عــذراء بـالـبكاء قــبل أن تـسرد قـصة فـقـدانها زوجها بالـقول خـرج من منزلـنا في حي عـدن شرقي الموصل حـامــلاً معه بــراميل مــن أجــل تعـبئـتها بالمياه مـن البـئر بعـد انـقطاع الـمياه عن الحي لأسابـيع ولـم تمضِ سوى 10 دقـائق حـتى تحــول إلى جــثة علــى قــارعة الـطريق بــعد أن أصابته رصاصة قــناص فــي رأسه.خــرجت إلى الـشارع لـــم أصــدق الـمشهد وقد اخفت الـدماء مــلامــح وجــهه وانــتابتني مــوجة صــراخ هـزت الشـارع وبكى على وقـعـــــــــها كــل من سمعها فــقـدت بعدها الـوعي ولـم أعد إلى الـواقع إلا في اليوم التالي.
بعد مــقــتل زوجــها لــم تــجد أم عــذراء أمــامها مخــرجاً سوى الـنزوح لأنهــا لم تكن قــادرة علـى إعـالة طـفـلـيها الصغيرين وللــخلاص مــن مسلحي داعش الــذي يعمدون إلى تزويج الأرامل لعناصره بـالإكراه.عـلى بعد أقـل مـن 10 أمـتار عــن خيمة أم عذراء تقطن رنـا في خيمة أخــرى والتي روت الاخرى قصتها قائلة إنها تزوجـت مــن ابن عمها أنـمار قبل بـدء معركة المـوصل بأيام معـدودة ليقيما معـاً في حــي القدس شرقي الموصل ومــع احتدام المعارك داخـل المدينة قـرر زوجها إرسالها إلــى بيت عائلتها فـي حـي شقق الخضراء كـي يصفي بعض أعماله ويلحق بها ومـن ثـم يغـادران المـدينة معاً لكن رنــا تلــقت بعــد يـومين مــن فــراق زوجــها نبأ مقــتله وجــميع أفراد أسرته الــمكونة مـن 6 أشخاص جــراء قــصف جــوي لـطيران الــتحالف الــدولي استــهدف صهــريجاً مفخخاً لتنــظيم داعش كــان قــرب منـزلهم. وتــقول بحــرقة مــا يجعلني أتحــمل ألــم فراق زوجي أن في أحشـائي طفـلاً ينمـو منه وأنــا بانتظاره لأرى فــيه ملامـحه مــن جديد وأشــم عطــره وتضيف أنهــا ستسمي المــولود بــاسم زوجهــا أنــمار ذكــراً كــان أم أنثـى.
نوبة بكاء
غـرقـت رنا بعــدها فـي نوبة بكـاء شـديدة وفـشلت جمـيع المحـاولات للتخفيف عنـها فــراحت تلــعن الحرب ومــن جـاء بداعش إلى الـموصل وسهل دخـوله الـى المدينة مشيرة إلى أن المدنيين الـعزل أصبحوا وقـوداً لـنار هـذه الـحرب وفـقدوا أعـز مــا يمـلكون طـيلة المدة التي سيطر بها على المدينة.
وعـن سبب نزوحها قالت رنا إنــه لــم يعــد لــها فــي الموصل شــيء جميل وقد جـاء قــرار خـروجها مــن المدينة كي لا ترى ما يذكرهــا بـزوجها والأيام الجميلة التي قضتها معه .وخــتمت حديثها بلقول إنها لـن تعود إلى المدينة فــي يـوم مـن الأيام حتى وإن اضـطرت إلــى البقاء في العــراء طـيلة عـمرها.
فـي مـخيـم حسن شامي وحــده يوجــد 361 امــرأة فــقـدن أزواجـهن خـلال مـعـركـة تـحـرير الموصل هـذا مــا أكــده مسؤول الــعلاقـات وتنظـيم شؤون النازحيـن فـي المخيم عـدي يونس الــطائي وأضـاف أن أعمار الــنساء اللاتي فقــدن أزواجهـن تتـراوح مــا بين 18 و35 سنـة وهو أمر خـطـير فــازديـاد نسبة الأرامــل الشابات يضر بشكل كبير ببناء المجتمع ويتـسبب بانـهياره.وأشـار الطـائي إلــى وجـود أعـداد كـبيرة مـن الأرامـل فــي مخيـمات النـازحين الأخــرى المـنتشرة في أطـراف المـوصل فضلاً عــن وجــود أخريات داخــل المدينة فضّلن البقـاء فـي منازلهن.
وأوضح أن الفــرق الإنسـانية داخـل مخــيمات الـنزوح تـوثـق أسماء الأرامـل وتـقدمها إلــى المنظمات الإنسانية لتوفير مـساعدات إضافية لهن وإدخـالهن فـي برامج إعـادة تـأهيل للتـخفيف عـن معاناتهن ومساعدتهن علـى تجاوز الـظروف الصعبة.ويؤكد مراقب الشؤون الإنسانية في حملة استعادة الموصل سامر يوسف أن أغـلب نساء الموصل اللاتي يفقدن أزواجهن يقررن الهرب من المدينة لتجنب الوقوع بقبضة التنظيم وإرغامهن على الزواج بالمقاتلين فـي صفوفه تحت تهديد السلاح.ويبين يوسف أن التنـظيم كان يرسل مجموعة مـن النـساء التابعات لـه إلــى الأرامـل لإقناعهن بالـزواج مـن مقـاتليه ومـن ترفـض يتم الـقبض عليها واحتجـازها بأحد الـسجون وإخــــــــضـاعها إلــى دورات متعددة تتمحور دروسـها حـول أهمية الــــــــزواج وخطورة الـبقاء وحـيدات لمدة طويلة.
خـالدة أم لثلاثة أطفال أكـبرهم سناً يبـلغ تسعة أعـوام قتـل زوجها بطريق الخطـأ بـنيران الـقوات الأمنية أجهشت بالبكاء فـور سؤالها عــن واقعة مقـتل زوجها.
تحدثت خالدة فيما كانت يداها تحت عباءتها السوداء الفضفاضة عن كيفية مقتل زوجـها أمـام عينيها وأعيـن أطفالها عـندمـا كانوا يهمون بـالفرار وسط الاشتباكات داخـل حي الزهراء الـذي كـانوا يقيمون فـيه شرقي المدينة.
وسط الظلام
وظــن الــجنود العــراقيون أن زوجــها أحــد انتــحاريي داعش وسط الظــلام حيــن كــان يحاول تفــقد الطريق أمــام عائلته قبل التــقدم للفرار مـن جحيم المعـارك فأطـلـقوا علــيه النــار وسط عويل الزوجة وصــراخ الأطفال
حاول الـجنود إصـلاح المــوقف بإسعـاف الضحية لكــنه فـارق الحـياة علــى الفــور ولــن يفــارق الــمشهد مخــيلة خــالدة طــالـما بقـيت علــى قـيد الـحياة حسب تعـبيرهــا
وتـكفل ضـابط مــن تلـك القـوات بإدخال خـالدة وأولادهـا إلــى أربيل وإيـجاد مـسكن لـهم سدد قـيمة إيـجار ـ6 أشهر
وبـعد كـثير مـن الـجهود لـتأمين اتـصال مـع إحـدى الأرامـل داخـل الـموصل تمـكنت مـن التـحدث مـع امـرأة فـضلت ذكـر الحـرفين الأولـين مـن اسمها فقط (ز . م) خشية مـلاحقة التنـظيم لها أو لأسـرتها
بـدأت الأرمـلة تستذكر حـادثة فـقدان زوجـها الـتي وقـعت صباح الأربـعاء 17 أغسطس/آب الـماضي عـندما اقتــحمت مجــموعة مســلحة من داعش مــنزلــهم فــي حــي النــجار غربي الــموصل واقتادوا زوجــها إلى جهة مجهولة
وبـعد يـومين مــن اختطـافه جـاء 3 مسلحين إلــى الــدار وأبـلغوا والـده بالـحضور فــي الـيوم التالي إلـى منـطقة بـاب الـطوب وسط الـموصل كــي يـرى ابنه
وتشـير إلـى أن والــد زوجهـا ذهب فــي صباح الــيوم التالــي وبعد قـرابة الـساعتين عــاد لكــنه لــم ينطق كلـمة واحـدة إلا بعــد أكثر مــن ثلاث ساعات ليبلغهم أن التنظيم أعــدم ابنه بتهمة خــط شعارات مناهضة للتنظيم علــى جــدران الأبنية
وتقول إن أكـثر مـا يؤلمها يومـياً ولا تقـدر علـى نسيانه أن مسلـحي داعش لــم يسلموا جثـة زوجها وحــرموهــا من زيارة قــبره مــدى الحياة
بعــدهــا كـانت كلـمات الـزوجة غـير واضحة بسبب رداءة شبـكة الهـاتف المحمول إلا أنـها وقبــل انقطــاع الاتــصال تســاءلت عــن نفسها وعن بقية الأرامــل عن المسؤول عن فـقدانهن أزواجهن ومـا إذا كـانت الأيام ستسد الفجوة فــي أنفسهن وتحيـي مــن جديد شعورهن بالــحياة
ليرة العالم ماجل في الموصل المدينة العراقية من قبل تنظيم داعش الارهـــــــــابي وكيف تعامل مع المواطــــــــــنين العزل بكل وحشية لكن يبقى العراق شــــــــامخا بعــــــــزة رجاله الصناديد الذين هزموا تنظيم الارهابي وعادوا ارض الوطن ارحمة لشهداء وشفاء العاجل لجرحى .