في عيد ميلاده 247 ما لا تعرفه عن الموسيقار الاصم

لودفيغ فان بيتهوفن موسيقار ألماني مشهور، يعتبر من أهم الموسيقيين العالميين على مدار التاريخ. ألف الكثير من السيمفونيات والمقطوعات الموسيقية الرائعة، ولاسيما السيمفونية التاسعة، وسوناتا القمر.

نبذة عن بيتهوفن

ولد المؤلف الموسيقي الألماني لودفيغ فان بيتهوفن في مقاطعة بون سنة 1770. وقد اشتهر نتيجة موسيقاه الرائعة، وخصوصًا مقاطع السوناتا والسيمفونيات والرباعيات وغيرها. كانت حياته الشخصية بائسة، فقد عاش وحيدًا، وأصيب بالصمم في أواخر، ولكنه تمكن رغم ذلك من تأليف أهم أعماله الموسيقية في تلك الفترة، بما في ذلك السيمفونية التاسعة.

بدايات بيتهوفن

وُلد الموسيقار العبقري لودفيغ فان بيتهوفن Ludwig Van Beethoven في مدينة بون بمقاطعة كولونيا بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر 1770. كانت والدته، ماريا ماجدالينا فان بيتهوفن، سيدة نحيلة وأنيقة ، أما والده، يوهان فان بيتهوفن، فكان مغنيًا اشتهر بإدمانه على الكحول أكثر من اشتهاره بقدراته الغنائية. كان جد بيتهوفن الموسيقار الأكثر شهرة ونجاحًا في بون، فشكل مصدر إلهام كبير لهز

بدأ الأب تعليم ابنه الموسيقى بعنف وصرامة أثرّا عليه تأثيرًا كبيرًا دام لبقية حياته؛ فقد كان بوسع الجيران سماع صوت بكاء بيتهوفن أثناء عزفه على البيانو، نظرًا لأن والده كان يضربه عند أي تردد أو خطأ في العزف.

وهكذا كانت حياة بيتهوفن اليومية عبارة عن المكوث في القبو للتدرب على العزف ساعات طويلة، دون نيل قسط وافر من النوم. درس بيتهوفن مع والده العزف على الكمان والبيانو، كذلك تلقى دروس إضافية على يد موسيقيين آخرين في المدينة. وقد أظهر في تلك الفترة نبوغًا وموهبة موسيقية يفوقان عمره بكثير.

سعى الأب إلى نيل اعتراف عام بقدرات بيتهوفن الموسيقية، وخصوصًا النجاح الكبير الذي لاقاه موزارت حين عزف في سن السادسة أمام الإمبراطورة ماريا تيريزا، فنظّم أول حفل موسيقي لبيتهوفن بتاريخ 26 آذار/مارس سنة 1778، ووصفه على غرار موزارت قائلًا إنه “الطفل المعجزة ذو الست سنوات” كان أداء بيتهوفن في الحفل جميلًا ولافتًا للنظر، لكن لم تسلط عليه الأضواء كثيرًا في ذلك اليوم.

كان بيتهوفن في أفضل الأحوال طالبًا متوسطًا، وقد افترض بعض كتاب السيرة الذاتية أنه كان يعاني ربما من عسر القراءة. وفي عمر العاشرة، ترك بيتهوفن مدرسته كي يتفرغ لدراسة الموسيقى مع كريستيان غوتلوب نيفي.

وعندما بلغ عمره 12 سنة، نشر أول عمل موسيقي ألّفه، وهو عبارة عن تنويعات موسيقية لأحد الألحان التي ألفها الموسيقي الكلاسيكي دريسلر. لكن بحلول عام 1784، تدهورت الحالة الصحية للأب نتيجة إدمانه على الكحول، ولم يعد قادرًا على الغناء وإعالة الأسرة، فطلب بيتهوفن تعيينه عازف أورغن في الأبرشية، وحظي طلبه بالموافقة رغم حداثة سنه، وهكذا تقاضى بيتهوفن راتبًا سنويًا مقدره 150 فلورينز.

قررت الأبرشية إرسال بيتهوفن إلى فيينا عام 1787 إفساحًا بالمجال أمامه كي ينمي قدراته الموسيقية ويطورها، فقد كانت فيينا آنذاك عاصمة الثقافة والموسيقى، ولذلك كان بيتهوفن يأمل في الدراسة هناك مع موزارت، ولكن ليس ثمة من دليل مؤكد على لقائهما. أمضى بيتهوفن في فيينا بضعة أسابيع فقط، إذ أُصيبت والدته بالمرض، مما اضطره للعودة إلى بون.

عندما توفي الإمبراطور الروماني، جوزيف الثاني، عام 1790، نال بيتهوفن شرف تأليف معزوفة موسيقية تكريمًا له وتخليدًا لذكراه. ولكن لأسباب مجهولة، لم تعزف تلك المقطوعة أبدًأ، فافترض الكثيرون أن بيتهوفن غير كفؤ للمهمة الموكلة إليه. وبعد مرور أكثر من 100 عام، اكتشف المؤلف الموسيقي، يوهان براهمز، أن معزوفة بيتهوفن المسماة “كانتاتا” كانت عملًا جميلًا وراقيًا، وهي تُعتبر الآن أقدم عمل موسيقي مميز لبيتهوفن.

إنجازات بيتهوفن

عزم بيتهوفن المغادرة إلى فيينا بعد اجتياح القوات الفرنسية الثورية مقاطعة كولونيا، وهناك دأب على دراسة الموسيقى بجهد وإخلاص مع كبار الموسيقيين أمثال هايدن، وأنطونيو ساليري ويوهان ألبريشتسبيرجر، فاكتسب شهرة واسعة لكونه عازف بيانو موهوبًا، ولاسيما أنه كان بارعًا جدًا في الارتجال. وقد صادف بيتهوفن خلال تلك الفترة عددًا من الأشخاص الذين تبنوه وقدموا له السكن والأموال.

وفي 29 آذار/مارس عام 1795، كان ظهوره العلني الأول في إحدى الحفلات، حيث أدى وفقًا لبعض الباحثين والمؤرخين أول كونشيرتو بيانو له. وتلا الحفلة بفترة وجيزة قيام بيتهوفن بنشر سلسلة ” Opus 1″ للبيانو، التي لاقت نجاحًا ماليًا كبيرًا.

في بداية شهر نيسان/أبريل سنة 1800، عُزفت السيمفونية الأولى لبيتهوفن” في المسرح الملكي الإمبراطوري في فيينا، فلاقت ترحيبَا وإعجابًا كبيرين، وأضحى بيتهوفن بعدها من الموسيقيين البارزين في أوروبا.

وتابع بيتهوفن بعدها تأليف القطع الموسيقية المختلفة، التي رسخت سمعته بوصفه موسيقيًا بارعًا. وفي عام 1801، نشر “الرباعيات الوترية الستة” التي ضاهت في براعتها وجمالها مؤلفات موزارت وهايدن، ومن ثم ألّف باليه “The Creatures of Prometheus”، التي تمتعت بشعبية جارفة. وبعدها ألف السيمفونية الثالثة التي تعتبر أعظم أعماله وأكثرها أصالة.

في ذات الوقت الذي كان فيه بيتهوفن يؤلف أعماله الموسيقية الخالدة والعظيمة، عاني من مشكلة صحية خطيرة حاول إخفاءها قدر الإمكان، إذ كان على وشك الإصابة بالصمم الكلي.

وقد كشف بيتهوفن في رسالة بعثها إلى صديقه فرانز فيغلر سنة 1801 مدى تعاسته وحزنه بسبب حالته الصحية: “لا بد لي من الإقرار بأنني أعيش حياة بائسة للغاية، فقد امتنعت عن حضور المناسبات الاجتماعية على مدار العامين الماضيين، لأنه يستحيل عليّ إخبار الناس بأني أصمّ. لو كنت أعمل في مجال آخر، لواجهت عجزي عن السمع واحتملته، ولكنه عائق كبير في مجال الموسيقى.

تمكن بيتهوفن بأعجوبة من مواصلة تأليف الأعمال الموسيقية بين عامي 1803 و1812، وعُرفت هذه الفترة باسم “الفترة البطولية”، ألف بيتهوفن خلالها 6 سيمفونيات، و5 رباعيات وترية، و6 سوناتات وترية، و7 سوناتات بيانو، و72 نشيدًا وأوبرا وحيدة هي “Fidelio”. ولعل أشهر تلك المعزوفات “Moonlight Sonata”، وسوناتا الكمان “Kreutzer”.

أشهر أقوال بيتهوفن

عاش بيتهوفن حياته وحيدًا وبائسًا، فقد تسبب مزاجه المتقلب وهوسه وجشعه في دخوله في نزاعات كثيرة مع أصدقائه وتلاميذه وأخوت وحتى داعميه. لم يتزوج بيتهوفن خلال حياته أبدًا، وربما يرجع ذلك إلى خجله الشديد ومظهره غير الجميل. ولكنه ارتبط بعلاقة حب فاشلة مع امرأة متزوجة اسمها أنتوني بيرناتو Antonie Brentano.

وفاة بيتهوفن

تابع بيتهوفن على مدار السنوات الأخيرة من حياته تأليف الموسيقى، وتضمنت أعماله الكبيرة آنذاك كلًا من مقطوعة “Missa Solemnis”، والرباعية الوترية 14 “String Quartet No. 14″، فضلًا عن السيمفونية التاسعة التي انتهى من تأليفها سنة 1824.

وتعتبر هذه السيمفونية العمل الموسيقي الأكثر شهرة لبيتهوفن، وخصوصًا المقطع الأخير منها الذي يغني فيه الكورال مقطعًا من قصيدة شيللر “نشيد الفرح Ode to Joy”. توفي بيتهوفن بتاريخ 26 آذار/مارس سنة 1827، عن عمر ناهز 56 عامًا. وبيّن تشريح الجثة أن سبب الوفاة كان الإصابة بتليف الكبد. وبذلك، اختتمت مسيرة هذا الموسيقار العبقري، الذي أذهل الجميع وأسعدهم بموسيقاه الرائعة التي ألفها وهو أصم.

حقائق سريعة عن بيتهوفن

  • لقيت النسخة الأولى من الأوبرا التي ألفها نقدًا لاذعاً من النقاد، فأعاد صياغتها مرة أخرى.
  • تورط في علاقة حب مع امرأة متزوجة.
  • كان في حالة خصام شبه دائم مع أصدقائه وأخوته ورعاته بسبب مزاجه المتقلب.
  • كانت طفولته قاسية جدًا نظرًا لمعاملة والده السيئة.

شاهد أيضاً

فاطمة الربيعي تشارك في عمل مسرحي بعُمان

تستعد الفنانة العراقية القديرة فاطمة الربيعي للمشاركة في مهرجان للهيئة العربية للمسرح، الذي يقام في …

error: Content is protected !!