القانون لم يحمي المرأة العراقية من الاضطهاد ..

متابعات – ما زالت المرأة العراقية تشعر أنها مظلومة، ولم تنل حقوقها كاملة، حتى وإن كان الدستور العراقي قد كفل لها هذا، فهي تراها من دون تطبيق حقيقي، فيما تشير الى أن اضطهاد المرأة اصبح السمة الغالبة من المجتمع الذكوري والعشائري، والذي يسيطر عليه الاسلام السياسي ايضًا.

لا وعود تحققت للمرأة العراقية

«إيلاف» سألت العديد من النساء العراقيات عن حالهنّ طيلة 14 عامًا بعد التغيير، فكانت الاجابات موشحة بالابتسامات الباهتة التي تلوح على شفاه حائرة، ومعربة عن عدم تحقيق الدولة أياً من وعودها للمرأة، بل على العكس ازدادت اعداد الارامل والمطلقات والعوانس وليست لدى الحكومة العراقية أية استراتيجية للنهوض بواقع المرأة التي ما زالت تعيش حالات عديدة من الاضطهاد في البيت والعمل والمجتمع، الذي تحول الى ذكوري مئة في المئة، وما عاد فيه حضور المرأة إلا مجرد جسد قابل للنهش .

الحقوق مجرد كلام

ولقد اكدت مروة صلاح، موظفة، أن حقوق المرأة مجرد كلام .. وقالت: ما زالت المرأة العراقية مظلومة، فلا يوجد أي شيء ينصفها، وما زالت الكثير من القيود تقوّض حياتها، فلا الشابة مرتاحة ولا الارملة لها سند وإن كان لديها اطفال، فهي متروكة للقضاء والقدر.

واضافت :صحيح أن عددًا من النساء اصبحت لهنّ مكانة في الدولة، ولكن حال الاغلبية العظمى لا مكانة لهن ولا يمكن مساواتهن مع الرجال، ثم ما الذي فعلته الحكومات المتعاقبة طيلة 14 عامًا ؟ لا اعتقد أن هناك شيئًا مهمًا بقدر الكلام الذي يقال عن حقوقهن واستحقاقاتهن .

وختمت بالقول: حياة المرأة تتعرض لاضطهادات، ويمكن القول إن المرأة في مجتمعنا يكفي اسمها المرأة لتعرف كم حجم القيود عليها.

الدولة تهمل المرأة

اما فاطمة حسن، إعلامية، فقالت : في القانون العراقي هناك حقوق للمرأة ولكنها بلا تطبيق، ثم أن المرأة لا تعرف حقوقها واغلبية النساء ليس لديهنّ وعي قانوني، لذلك هي مظلومة في بيتها مع زوجها وأسرتها ومظلومة في بيت ابيها مع اخيها ومظلومة في مجتمعها الذي سيطرت عليه الاعراف حتى اصبح العراق دولة عشائرية.

واضافت: على الحكومة أن تعمل استراتيجية لانصاف المرأة بشكل حقيقي، ابتداء من خريجات الجامعات وانتهاء بكبيرات السن مرورًا بالعوانس والارامل والمطلقات، لا أن تتحجج بالتقشف وهبوط اسعار النفط لتزداد البطالة فيكثر الطلاق ويعزف الشباب عن الزواج.

وختمت بالقول: بصريح العبارة الدولة العراقية تهمل المرأة اهمالاً كبيرًا، لذلك نقول هناك سوء تخطيط بل انها لا تعرف كيف ترسم سياسة للنهوض بواقع المرأة.

القانون لا يحمي المرأة

من جانبها، اكدت سناء محمد، قانونية، القانون لا يحمي المرأة، وقالت: بالتأكيد أن واقع حال المرأة سيئ للغاية والمرأة مظلومة، فهم يضحكون على المرأة حينما يعاملونها بمبدأ (الكوتا) الذي هو يمثل ظلماً للمرأة، فحين لا تفوز المرأة الكفوءة تذهب الاحزاب لاختيار نساء غير كفوءات، وهذا ما رأينا عليه البرلمان، ولو أن الدولة تحترم المرأة لكانت تتعامل بالكوتا.

وتساءلت: أين حقوق المرأة كزوجة؟ لا يوجد رادع للرجل لكي يضطهدها ويطلقها متى شاء ولأتفه الاسباب، بل ان هناك مادة في قانون العقوبات تنص على ان للزوج حقًا في تأديب زوجته.

وتابعت: هل سألت الحكومة العراقية نفسها عن اسباب الطلاق الكبيرة في المجتمع، وهل عملت الحكومة على تقليص نسبة العوانس، وهل تعي الحكومة أي حياة تعشيها الارامل اللواتي اكلت الحرب أزواجهن؟ انا أقول الحكومة لا علاقة لها بكل هذا لأنها لا تحترم المرأة .

وتابعت: الدولة جعلت الاعراق العشائرية هي السائدة لذلك صارت المرأة هي الحلقة الاضعف، فلا يمكن لها ان تعيش حياتها مرتاحة لا في البيت ولا في العمل طالما هناك رجال يحاولون التقليل من شأنها أو التحرش بها، وعليها ان تصمت لأنها امرأة مكسوة الجناح.

الاسلام السياسي

اما سالمة كاظم، ربة بيت، فقالت : انا لا اعرف لا يوم المرأة ولا عيد المرأة، لانه مجرد اكذوبة يضحكون بها علينا، والا ما الذي للمرأة من حقوق واحترام من هذا المجتمع الذكوري المتوحش الذي لا ينظر الى المرأة الا جسدًا فيري جان ينهشه، فهم لا ينظرون اليها على انها انسانة فكيف تريدهم يعطونها حقوقها.

واضافت: للاسف الاسلام السياسي الذي حكم العراق منذ 14 سنة كانت تأثيراته سلبية على المرأة لانه شجع الجميع على اضطهاد المرأة .

تذكر المرأة قضية

الى ذلك، قالت النائبة شروق العبايجي : 8 مارس … إنه يوم المرأة وليس عيدًا للمرأة، أي أنه لتذكر أن المرأة هي قضية بحد ذاتها، قضية التعامل الانساني الكامل، قضية الكرامة الانسانية الكاملة، قضية المجتمع بأكمله، لكنه ليس عيدًا للام كي نقدم لها التهاني باعتبارها الام التي ولدتنا وسهرت الليالي ترعانا، وانما باعتبارها امرأة عانت وتعبت، لأن المجتمع لم يساعدها على أداء وظيفتها الاقدس ويخفف عنها الاعباء الكثيرة، كما أنه ليس مناسبة لإهداء الزوجة إسوارة أو قلادة أو سيت طعام، ممكن وردة للتعبير عن التقدير لذاتها كامرأة وكموقف ضد العقلية والممارسات الذكورية قولاً وفعلاً.

واضافت: قد يكون 8 مارس مناسبة لإهداء قبلة الى البنت الصغرى، متمنين لها أن تعيش في مجتمع يحترمها ويقدرها لذاتها كإمرأة، ليس فقط كأم وزوجة وابنة أو حتى حبيبة.

وختمت بالقول: المرأة قضية، و8 مارس هو يوم للتذكير بهذه القضية للعمل عليها وليس للاحتفال بها فقط.

الزواج الثاني

الصحافي هادي جلو مرعي قال: على الخاص، طلبت شابة مثقفة مني أن أناشد رئيس الوزراء بالعمل على تشجيع الزواج الثاني، واكدت أنه مطلب شعبي في الحقيقة، ولكن لا توجد نساء يجرؤن عليه. أنا لا أشجع الزواج الثاني، بل أقترح أن يكون العدد مفتوحًا الى ما لا نهاية، وبحسب القدرة المالية والصحية. الشابة قالت إننا نصلي الى الله لينتقم من نساء المجتمع المدني، اللواتي يرفضن الزواج الثاني.

شاهد أيضاً

انتبهوا.. 13 خطأ تجلب الحسد والفقر والحزن في المنزل

وعرضت دكتورة سهام عيد، خبيرة طاقة المكان، أهم الأشياء الموجودة داخل المنزل وتساعد على تمكن …

error: Content is protected !!