كتاب “الإعلام الأمريكي بعد العراق حرب القوة الناعمة” من تأليف نيثان غردلز ومايك ميدافوي وترجمة وتقديم الكاتبة والمترجمة العراقية بثينة الناصري، والكتاب صادر عن المركز القومي للترجمة وقدم للكتاب فى طبعته الإنجليزية جوزيف ناي.
وتقوم الفكرة الأساسية للكتاب على أنه فى عصر الإعلام العالمى يجب على أمريكا أن تنافس من أجل كسب العقول والقلوب فرغم أنه هو المهيمن على الصور والمعلومات عالميا إلا أن الأمر اختلف مع تطور التكنولوجيا مما مكن الآخرين من رواية قصصهم، فضلا عن دور الثورة الرقمية فى ديمقراطية تدفق المعلومات عالميا، وهو ما يؤكد حاجة أمريكا إلى التنافس من أجل كسب قلوب الآخرين، خاصة بعد حرب العراق وفضيحة جوانتانمو وأبى غريب.. على أرضية أن أمريكا لم يعد فى استطاعتها الافتراض بأن الكثير من العالم على استعداد للاقتناع بخطابها.
ومن مقدمة المترجمة بثينة الناصرى: “أمريكا استخدمت ولا تزال القوتين لصالح تحقيق مصالح الإمبراطورية، السلاح للسيطرة على الأرض وما فوقها وتحتها من موارد، والإعلام للسيطرة على العقول. واحتلال الأرض يبدأ من احتلال العقول، واحتلال العقول يبدأ من احتلال اللغة”.
وتضيف الناصرى: “الصورة، كما كان يقال لنا، بألف كلمة، فالصور لا تكذب. ولهذا كانت تعتبر دليلا حاسما فى المحاكم وغيرها. ولكن فى أواخر القرن العشرين وبدايات القرن الواحد والعشرين، ومع تطور تقنيات الصور، اكتشفنا أنه أصبح من اليسير، تزييف الصور، وتركيبها، ومنتجتها، بالاضافة اليها او الحذف منها، أو خلق واقع لم يكن فى الأصل. وطالما رأينا أبطال أفلام فى مواقف يلتقون فيها مع شخصيات تاريخية حقيقية ولكنها مواقف مختلقة. أنصع مثال على ذلك، ما رأيناه من الممثل توم هانكس فى دور فوريست غمب وهو يسلم على ثلاثة رؤساء أمريكيين ويتبادل الحديث معهم فى ثلاث مراحل من حياته وهم جون كنيدي، ولندون جونسون، وريتشارد نيكسون، وهى بطبيعة حال لقاءات لم تحدث فى الواقع. كل ذلك كان ممكنا بمساعدة تقنيات كومبيوترية مختلفة”.